Song of the Day

Last Flowers - Radiohead.

Sunday, October 18, 2009

Severin, Severin.

How about you call me Venus as I dress in animal fur?


صحيت فى ميكروباص... شاكرة جدا، حطيت سماعات الام بى ثرى – اللى كنت اصلا استهلكت اخر بطاريته بمنتهى الشهوة فى الليلة السابقة – فى ودانى، عشان اتفادى اى استظراف أو استلطاف متوقع تجاه أى شئ يرتدى حمالة صدر فى ميكروباص – بغض النظر اذا كان يحتاجه أم لا. يفرق بينى وما بين السواق رجل بيقول على مراته "الجماعة" ولابس اخضر فج... ولكن السواق كسب نقط احترام، مش بس عشان اخد غرزة ما بين تلات تريللات من غير لما يشد اهتمامى... ولكن ايضا، عشان ضيع كل رصيده على السواقين اللى وراه بيشرحلهم ظروف الرادارات والكمائن...

وعادى يعنى... يستمر سواق الميكروباص فى أخدان الغرز ما بين التريللات ويتغاضى عن الثلج اللى بيزحلق العربية تحتيه... فهو على رأى المنادى... برنس الطريق... فيقرر الشاب الفج فى أنه يخدش الكادر الكوول للسواق ويسمح أن موبايله يرن برنة صراخ واحدة بتولد والموضوع بيقلب أن هى بتضحك بهيستيريا... بديهى جدا... كلنا اتسرعنا... وبديهى جدا سرق الشاب الفج الكادر من برنس الطريق... فزى اى راجل لابس أخضر... هو عاشق تافه للانتباه...

كنهاية طبيعية لأى اتنين مصريين فى الموقف ده... انتهى الأمر ان الشاب اللى عنده "جماعة" بيسمع السواق نكت عن البلديات من الموبايل... وكل الركاب... كأى ركاب مصريين طبيعيين... سمعوا كل النكت للأخر وبلعوا البضنة بمنتهى الشهوة...

وعلى اخر الطريق كدة... على الغرزة الأربعتاشر... الراجل اللى ورايا لقيته بيقول "يعنى انت ينفع الطريق كله كدة تشغل نكت عن البلديات؟" ننظر احنا التلاتة... أنا ، ناسية تماما انى المفروض باسمع السماعات اللى فى ودنى، الشاب الأخضر فى بداية احراجه ، وسواق الميكروباص فى المراية الأمامية.

يجلس خلفنا راجل وامرأته وابنته... صعايدة... وصعايدة يعنى صعايدة... جبهتهم واسعة ، تكاد تكون كارتونية... وعينيهم واسعة... وجلدهم قمحى بيلمع من اللون اللى مينفعش تبصله باستمرار... فيرد الشاب الأخضر فى منتهى السسّينة... "انا مالى يا عم ده هو اللى بيقول مش أنا..."

تنظر المرأة الصعيدية أمامها ، وكأن هذا الصوت يصدر من حشرة خضرا... لا تستاهل رحلة الى عبوة الفليت... بل فقط غمزها فى قعر أقرب قبقاب... برضه من غير أى انتباه من عينيها... فتقول...

"هو فى رچالة غير فى الصعيد؟ هو فى مرچلة برة الصعيد؟"

وكأى فتاة قاهرية تافهة ، من أصول صعيدية لا أعلم عنها الكثير... توقعت أن ينظر سواق الميكروباص والحشرة الخضراء الى زوجها ويوبخوه عن ما صدر عن "جماعته" أو يطلبوا منه أنه يلمها... ولكنهم غاصوا فى صمت... وتبللت جبهتهم ، الغير بواسعة كثيرا... ولم يجدوا الجرأة أن ينظروا اليها فى عينيها...

كسر سواق الميكروباص ذلك الصمت بمنتهى التردد والتهتهة ليقول "أيوة يا... ستى... أنا أصلا... عندى... أصل صعيدى"... فأنهى أقوى مشهد سادى رأيته فى حياتى.

1 comment:

Unknown said...

after all u've enjoyed the ride?